تطبيقات الذكاء الاصطناعي في تحسين الجدولة الزمنية وتكاليف المشاريع العمرانية

المشاريع العمرانية الكبرى والتحديات المصاحبة لها

تواجه المشاريع العمرانية واسعة النطاق بطبيعتها تحدياتٍ متعدّدة، مثل التأخّر في التنفيذ، وارتفاع التكاليف التشغيلية، وضعف التنسيق بين الجهات المختلفة المشاركة في المشروع. هذه التحديات لا تقلّل فقط من كفاءة المشروع، بل قد تؤدي أحيانًا إلى توقّفه أو فشله الكامل.

في السنوات الأخيرة، أحدث ظهور الذكاء الاصطناعي (AI) ثورةً في قطاع البناء، إذ أصبح أداةً قوية في عمليات التخطيط، والجدولة الزمنية، وإدارة التكاليف.

هدف المقال

يتناول هذا المقال دور الذكاء الاصطناعي في التنبؤ والتحليل وتحسين الوقت والتكلفة في المشاريع العمرانية، ويعرض أمثلة تطبيقية على استخدام هذه التقنية في صناعة البناء.

التحديات التقليدية في إدارة الوقت والتكلفة

  • التقديرات غير الدقيقة في مرحلة التصميم
  • التأخّر في توريد المواد أو القوى العاملة
  • ضعف التنسيق بين المقاولين
  • الارتفاع المفاجئ في أسعار المواد
  • الأخطاء البشرية في التخطيط والتنبؤ

دخول الذكاء الاصطناعي إلى المشاريع العمرانية

يُعدّ الذكاء الاصطناعي، من خلال خوارزميات التعلّم الآلي وتحليل البيانات الضخمة والأنظمة الذكية للتنبؤ، قادرًا على اكتشاف الأنماط المعقّدة وتقديم حلول ذكية لتحسين أداء المشاريع.

أبرز التطبيقات:

  • التنبؤ بتأخّرات المشروع عبر تحليل البيانات السابقة

  • إدارة الموارد والقوى العاملة بالاعتماد على الخوارزميات التكيّفية

  • تحسين الجدولة الزمنية باستخدام الشبكات العصبية والخوارزميات الجينية

  • التنبؤ بالتكاليف الإضافية ومراقبة الانحرافات المالية

  • أتمتة التقارير ولوحات القيادة الإدارية الذكية

التجربة العالمية في توظيف الذكاء الاصطناعي في البناء

اعتمدت شركات دولية في الولايات المتحدة وأوروبا وجنوب شرق آسيا على الذكاء الاصطناعي خلال السنوات الأخيرة لتقليل متوسط تأخّر المشاريع بنسبة تصل إلى 20٪ وتحقيق وفورات في التكاليف تصل إلى 15٪.
تُستبدل الآن خوارزميات التعلّم العميق بالبرامج التقليدية لتحديد النقاط الحرجة في المشاريع، وإنشاء السيناريوهات، ومحاكاة الجداول الزمنية الواقعية.

Aras IT ودورها في التحوّل الرقمي للقطاع العمراني

تُعدّ شركة Aras IT الذراع التقنية لهولدنغ أرس (Aras Holding)، حيث قامت بتطبيق منصّات ذكاء اصطناعي مخصّصة في مشاريع البناء والبنية التحتية، وقدّمت أدوات للتنبؤ الدقيق بالجدولة الزمنية، وتحليل التكاليف، وتوفير تنبيهات استباقية لمديري المشاريع.
وقد أثمرت هذه الحلول عن نتائج ملموسة، خصوصًا في مشاريع EPC في دبي ومناطق دولية أخرى.

الأدوات والتقنيات المستخدمة

  • التعلّم الآلي (Machine Learning): لتحليل تاريخ المشاريع وإنشاء نماذج تنبؤية

  • الرؤية الحاسوبية (Computer Vision): لمراقبة تقدّم المشروع عبر تحليل الصور اليومية

  • معالجة اللغة الطبيعية (NLP): لتحليل التقارير النصّية واكتشاف المخاطر

  • برامج الجدولة المدفوعة بالذكاء الاصطناعي (AI-Driven Scheduling Software) مثل ALICE و nPlan لإنشاء جداول زمنية ديناميكية وتكيّفية

الذكاء الاصطناعي: ضرورة لا خيار

أصبح استخدام الذكاء الاصطناعي اليوم ضرورةً في إدارة المشاريع العمرانية الحديثة، وليس مجرّد خيار.
الشركات التي تبنّت هذه التقنيات اكتسبت ميزةً تنافسيةً مستدامة.
فمستقبل البناء لن يُصنع بقوّةٍ أكبر، بل بذكاءٍ أكبر، والذكاء الاصطناعي هو مفتاح هذا التحوّل.

رؤية هولدنغ أرس نحو المستقبل

من خلال شركتها الفرعية Aras IT، تعتمد هولدنغ أرس على أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلّم الآلي لتقديم حلولٍ عالمية لتحسين المشاريع العمرانية في دبي والأسواق الدولية الأخرى.
وبفضل فهمها العميق لتحدّيات إدارة المشاريع، قدّمت الشركة حلولًا مبنية على البيانات لتقليل التكاليف ومدّة التنفيذ، وأثبتت نجاحها في المشاريع العمرانية العالمية.

بحلول عام 2025، أصبح استخدام الذكاء الاصطناعي في إدارة البناء أمرًا حتميًا، وتقود هولدنغ أرس عبر Aras IT مسيرة التحوّل الرقمي لصناعة البناء في دبي ومختلف أنحاء العالم.
إنّ هذا الكيان العالمي، من خلال الجمع بين المعرفة التقنية والخوارزميات الذكية والخبرة الإنشائية، قد أدخل إدارة الوقت والتكلفة إلى عصرٍ جديد.